الجمعة، 19 سبتمبر 2008

ولد = كنافة ........ بنت بزيادة هريسة!!!

النظرية التي باتت تحكم مجتمعنا العربي
ولد = كنافة ........ بنت بزيادة هريسة!!!


* قصة عائشة التي خاطرت بحياتها في سبيل إنجاب مولود ذكر لإبعاد شبح الضرة
* بحث علمي " الفرحة عند ولادة مولود ذكر تكون أكبر منها عند ولادة الأنثى"
* مقابلات مع نساء رزقهن الله تعالى عددا ً كبيرا ً من الإناث

عائشة, امرأة تبلغ من العمر 40 عاما ً رزقها الله تعالى ثمانية إناث ,لم يكن لديها أبناء من الذكور, وبالرغم من أنها ليست صغيرة بالعمر إلا أنها قررت أن تخوض تجربة الحمل من جديد لعلها تلد ولي العهد ! لزوجها الذي يكرر على مسامعها في كل مناسبة حاجته لابن يحمل اسم عائلته من بعده إن لم يكن منها فمن غيرها.
عائشة التي بات يهددها شبح الضرة ونظرات زوجها التي تغرز بجسدها كالسكاكين القاتلة جاءها اليوم الموعود الذي ستذهب به لاجراء صورة لمعرفة جنس المولود الذي تحمله في أحشاءها دون أن تخبر أحدا ً بذلك خوفا ً من ان يكون الجنين أنثى! ويا لفرحتها عندما أخبرتها الطبيبة المشرفة أنها على وشك أن تلد مولودا ً ذكرا ً لم تتسع الدنيا لفرحة عائشة في ذلك الوقت فمن جهة ستلد ذكرا ً ومن جهه اخرى ستبعد شبح الضرة عن نفسها.
وجاءها المخاض لتبدأ بذلك عملية ولادة كانت الاصعب عليها قياسا ً بولاداتها السابقة كادت أن تفقد حياتها جراء نزيف أصابها أثناء الولادة لكن الله حماها وأعاشها لترى فلذة كبدها الذي طالما تمنته ورجت الله في كل صلاة أن يهبها إياه , أما الوالد السعيد فلم يُبقي بيتا ً حيثما يسكن إلا وأرسل اليه الحلوى ليست الهريسة التي وزعها يوم أن أنجبت زوجته الثمانية بنات بل الكنافة الفاخرة التي أثقلت على جيبه لثمنها الباهظ لكن كل شيئ يهون أمام قدوم ولي العهد المنتظر الذي اطلق عليه اسم " غالي" لغلاوته على والديه اللذان ملأت فرحتهما البيت وكأنها الولادة الاولى لهما, كبر غالي الذي حظي بكل ما يريد وكل طلباته أوامر وممنوع ٌ ان ترفض , على عكس اخواته البنات اللواتي يعشن في حرمان وخوف دائم من رفض أوامر اخوهم الوحيد , وجاء ذلك اليوم الذي طلب فيه غالي من ابيه شراء سيارة له , فجاء رد ابيه بانك لم تبلغ السن القانوني لقيادة السيارة , فما كان من غالي الذي يواجه بالرفض للمرة الاولى إلا الامساك بحذائه وتوجيه ضربه بواسطته لوجه ابيه!!! , امام هول الصدمة على الوالد وخوفه من ترك ابنه البيت رضخ لمطلبه واقتنى سيارة له , وفي أحد الايام خرج غالي من البيت راكبا ً سيارته محاطا ً بأصدقائه , اما والده ووالدته فلم يجرؤا على سؤاله إلى أين تذهب؟ وجلسا يستمعا إلى الراديو .
بعد مرور ساعة على خروج غالي نقل الراديو خبرا ً مفاده (( مقتل ثلاثة شبان في حادث طرق مروع جراء السرعة الزائدة وشربهم الكحول ......)) , لم يطُل الوقت حتى رن جرس الهاتف في بيت ابو غالي لينقل لهم خبر مقتل إبنهم الوحيد في حادث طرق .

إلى هنا تنتهي قصة عائشة(من تأليفي وهي انعكاس للواقع الذي نعيشه)

لا يخفى على أحد ٍ في مجتمعنا العربي التمييز الحاصل بين البنين والبنات منذ الولادة حتى الممات , فقد أظهرت إحدى الدراسات الاجتماعية والتي أجريت على شريحة معينة شملت نساء عربيات أن الفرحة في البيت تكون أكبر عند ولادة جنين ذكر وتقل الفرحة عند قدوم أنثى ,متناسين بذلك الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية التي حثت على صون واحترام هذا الكائن البشري المسمى بأنثى فالكثير من الأحاديث النبوية شددت على احترام النساء حيث روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث ٍشريف قوله: " إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم " ,و قد خصص الله في القران الكريم سورة كاملة للحديث عن النساء وسميت بسورة (النساء) لاشتمالها على كثير من المفاهيم والأحكام الشرعية المتعلقة بالنساء , وما ذلك إلا دليل على التقدير الذي حصلت عليه الأنثى من بارئ الكون سبحانه وتعالى.
فما بال العقل البشري وإلى أين وصل تفكير البشر, إذا كان الله تعالى قد كرم الأنثى وطلب من عباده احترامها وعدم أهانتها فلماذا يصاب الرجل بتماس كهربائي عندما يبشر بالانثى ولا تتسع له الدنيا فرحا ً عند تبشيره بالذكر ((وإذا بُشِّر أحدكم بالأنثى ظلّ وجهه مُسوداً وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما بُشِّر به أيمسكه على هون أم يدسُّهُ في التراب ألا ساء ما يحكمون) النحل/ 58 و59. صدق الله العظيم.
فالمرأة تعاني في مجتمعنا العربي من اتهام يلاحقها إذا ما أنجبت عددا ً كبيرا ً من الإناث وكأن الامر بإرادتها ويدها متناسين الآية الكريمة حين قال جل وشأنه بسم الله الرحمن الرحيم {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ}. صدق الله العظيم

***************
نجري من خلال هذا التقرير مقابلات مع نساء رزقهن الله تعالى عددا ً كبيرا ً من الإناث, وحفاظا ً على الخصوصية لن يتم نشر أسماء السيدات.

" احب أن يكون لبناتي أخ "

ف.ع من قرية كفر كنا رزقها الله بخمسة مواليد إناث ولم يرزقها بذكور تقول " بداية ليس حبا ً بالذكور وكراهية ً بالاناث لا سمح الله , لكن ما من ام لا تحب ان يكون عندها اولاد وبنات وأنا بدوري احب ان يرزقني الله تعالى بأخ لهن .

" جيبيلنا هالولد وخلصينا عاد "

ع.ح من قرية المشهد رزقها الله بسبعة مواليد إناث وذكر واحد بدأت حديثها بالقول إن أكثر ما كان يؤلمنني هو القيل والقال عند الناس كلما أنجبت أنثى وكأنني جبتهم من دار أبوي, وتتابع أنا لا احب التفريق بين الاناث والذكور لانهم رزقة من الله تعالى ويجب ان نحافظ عليهم , إن أكثر جملة مزقتني من الداخل هي تلك التي قالتها اخت زوجي عند ولادتي لابنتي السابعة ولا زلت اذكر حينما قالت لي " يلا جيبيلنا هالولد وخلصينا عاد, بدناش نظل طالعين نازلين على المستشفيات " سامحها الله .
وعند سؤالها حول طاعة الأبناء قالت بلا تردد البنات أكثر طاعة وأكثر حنانا ً من الأولاد, وتربية البنات أسهل وأجمل.
" ام محمد: أخي يناديني ام وحيد لأن لدي ولد واحد بين ست بنات "

ام محمد من قرية طرعان رزقها الله تعالى ستة إناث وذكر واحد تقول " أنا أحب أولادي وبناتي بالقدر ذاته ولا افرق بينهم, هذا الامر يختلف عند حماتي التي تفضل ابني على اخواته , إن اكثر ما يؤلمنني هو ان اخي ينادي على " ام وحيد " بدلا ً من ام محمد وذلك لان ابني وحيد بين شقيقاته , هو يقول ذلك على سبيل المزاح لكنه لا يعلم الاثر الذي يتركه في داخلي.

أخيرا ً : ما أجمل أن يتصف الإنسان بالقناعة بما رزقه الله سبحانه وتعالى وأن لا يتبجح على قدر الله , ففي النهاية الدخول إلى الجنة ليس مرهونا ً بكثرة الأولاد او البنات فلا الذكر يدخل الجنة ولا الانثى بل هي أعمالنا وطاعتنا للباري فأعملوا لآخرتكم والله الموفق.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

السلام عليكم
اهلا بكم في عالم التدوين الساحر
نامل ان تستنزفوا الكنوز الكامنة في التدوين

تمت اضافتكم الى اورطى مدونة زيتونتنا لدعم مدوني فلسطين 48

تقدم زيتونتنا لكم الدعم التقني و الترويج لمدوناتكم عن الطريق التشبيك بين مدونات 48
وتجدون في زيتونتنا مقالات تعنى بالمدون المبتدئ

اي مساعدة او استفسار فلا تترددوا بطرحه في زيتونتنا

بالمقابل نرجو منكم بوضع صورة رابط لزيتونتنا في مدوناتكم

زيتونتنا
zaytonatona.blogspot.com